
حوار: أميرة الجعلي
أجرت (المحرر) مقابلة مع السفير محمد الغزالي سفير السودان لدى روسيا قبيل مشاركة رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان، في القمة العربية الروسية ولقاء القمة المرتقب مع الرئيس بوتين.
وكشف السفير الغزالي ان برامج إعادة الإعمار حسب مخرجات أعمال اللجنة الوزارية المشتركة ستكون هي أحد أهم قضايا الزيارة إضافة لموضوعات التعاون الثنائي وتطورات الحرب في السودان بجانب التطورات الإقليمية والدولية.
ما هي أهمية الزيارة وتوقيتها خاصة وانها المرة الأولي بعد اندلاع حرب الكرامة التي يزور فيها رئيس مجلس السيادة روسيا؟
تاتي زيارة السيد رئيس مجلس السيادة الى روسيا للمشاركة في القمة الروسية العربية الأولى التي تنعقد بموسكو يوم 15 أكتوبرالجاري. تعتبر القمة ترفيع لمستوى الحوار حول التعاون العربي الروسي الى مستوى الرؤساء والقادة من منتدى التعاون العربي الروسي الذي تأسس في العام 2009 على مستوى وزراء الخارجية. اذا نظرنا للسودان فان توقيت الزيارة مهم والبلاد تخطو بثبات نحو تدعيم سيادتها ووحدتها الترابية في ظل الإنتصارات على المليشيا الإرهابية وايصال صوت السودان من خلال كلمة السيد/ رئيس مجلس السيادة في القمة واللقاء الثنائي مع الرئيس الروسي بوتين، والبرامج الثنائية الأخرى.
سبق القمة المرتقبة بين بوتين والبرهان قيام اللجنة الوزارية هل من المتوقع ان تكون مخرجاتها أحد محاور لقاء القمة، وكيف يجري التحضير للزيارة المرتقبة للبرهان ؟
حرصنا في الفترة التي تسبق انعقاد القمة القيام بعدد من النشاطات والبرامج حتى تكون لزيارة فخامة السيد/ رئيس مجلس السيادة وقعها في روسيا، ولعل من أهم البرامج التي تم تنفيذها قيام اللجنة الوزراية المشتركة بين البلدين في الفترة من 22 – 24 سبتمبر الماضي.
زار وفد من السودان بقيادة وزير المعادن السيد/ نور الدائم طه، رئيس الجانب السوداني في أعمال اللجنة وعضوية عدد من الوزارات مثل الطاقة والنفط والمعادن والنقل والتعليم العالي وبنك السودان. كان النقاش مثمراً بمخرجات هادفة لتعزيز وتطوير التعاون بين البلدين، حيث تم التوقيع على بروتوكول التعاون المشترك الذي تضمن مشاريع هامة وحيوية يمكن ان تسهم في إعادة الإعمار بالسودان، بالإضافة الى مذكرتي تفاهم حول النقل وبين البنكين المركزيين. بالإضافة لأعمال اللجنة الوزارية سلطنا الضوء على البرامج الثقافية حيث من المعروف ان هنالك تعاون ثقافي قديم بين السودان وروسيا، وتعمل بعثتي اثار روسيتين في السودان ولم يتوقف نشاطهما حتى خلال فترة الحرب. اقمنا حدثاً ثقافياً في الأكاديمية الروسية للعلوم يوم 22 سبتمبر تضمن مائدة مستديرة حول الآثار والحضارة السودانية وأثر الحرب عليها، وعرض أزياء وماكولات سودانية. نسقت البعثة ايضا مع جامعة سانبترسبيرج لإقامة مؤتمر علمي حول قضايا وتاريخ الثقافة السودانية والذي انعقد بتاريخ 2 اكتوبر الجاري بمشاركة علماء وباحثين وطلاب روس وسودانيين. علماً بان هذا المؤتمر هو الوحيد لدولة من الشرق الأوسط يقام بالأراضي الروسية. تمت الإشارة خلال هذه الفعاليات للزيارة المرتقبة للرئيس البرهان الى موسكو في منتصف شهر أكتوبر. تناولنا الأوضاع الحالية في السودان خلال هذه المناشط، وأثر الحرب على البنية الإقتصادية والثقافية في البلاد بتغطية واسعة من الإعلام الروسي. هدفنا لتكثيف الحراك الدبلوماسي خلال الفترة التي تسبق زيارة السيد الرئيس البرهان حتى تكتسب الزيارة دينامكية وتسهم بصورة مقدرة في تعزيز العلاقات بكافة جوانبها السياسية والإقتصادية والثقافية.
حسب مخرجات اللجنة الوزارية فإن روسيا ستشارك بمشروعات في إعادة الإعمار في السودان، خاصة في مجالات البنية التحتية والزراعة والكهرباء وغيرها. هل ستؤثر العقوبات المفروضة على روسيا في انفاذ هذه المشروعات؟
تضمن بروتوكول التعاون المشترك الموقع من الجانبين ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها مؤخراً عدداً من المشاريع الهامة والحيوية لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين في مجالات الطاقة والنفط والبنية التحتية والمعادن والموانئ وعدد من المشاريع الهامة. ان كانت العقوبات الاقتصادية دائما تسهم في تعقيد تنفيذ المشروعات، الا ان هنالك دائماً حلول تقلل من أثر العقوبات المفروضة على تنفيذ المشاريع بتدابير فنية، وقد تمكنت روسيا الى درجة كبيرة من تجاوز تأثيرات العقوبات على اقتصادياتها وعلاقاتها مع الدول الصديقة ولديها العديد من المشاريع مع الدول في المنطقة العربية وافريقيا تسير بصورة جيدة رغم العقوبات المفروضة عليها.
ما هي أبرز ملفات القمة بين الرئيسين بوتين والبرهان؟
بالتاكيد فان تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بكافة جونبها ستكون محل نقاش بين الرئيسين.

هل ستكون هذه الزيارة عنصر تقوية للعلاقات الروسية السودانية؟
أعتقد ان الزيارة ستعطى دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، خاصة وانها شهدت في الأونة الأخيرة تطوراً ملحوظا من خلال الدعم الروسي للشرعية والسيادة السودانية، وقد ظلت المواقف الروسية مشرفة وداعمة للسودان خلال فترة الحرب، كما ويعتبر انعقاد اللجنة الوزارية قبيل لقاء القمة المرتقب حدثاً هاماً حيث بلورت اللجنة أطر التعاون الاقتصادي ووضعت خارطة طريق واضحة لتنمية هذه العلاقات ويعتبر ذلك تهيئة واعداد مسبق للقاء الرئيسين.
نلاحظ أنه في السابق كانت هناك اتفاقات يتم الإعلان عنها لكنها سرعان مايتم تجميدها لأسباب مختلفة مرتبطة بالجانب السوداني هل هذه المرة سيكون للإتفاقيات التي تمت أثر ملموس؟
تتوفر الان ارادة مشتركة ورغبة حقيقية من الطرفين لتطوير العلاقات وقد برز ذلك مؤخراً في زيارات عديدة من الجانبين خاصة الوفود الاقتصادية من الشركات الحكومية والخاصة واعتقد ان ذلك سيكون له أثر واضح في خطوات عملية لتطوير الشراكة بين البلدين.
هل يمكن ان تغضب مخرجات القمة المرتقبة واشنطن؟
لا تنبني علاقات السودان الخارجية على محورية، وعلاقاتنا مع كل دولة قائمة على المصلحة المشتركة وتبادل المنافع وغير موجهة ضد اي طرف ثالث. ننظر الى موجهات السياسية الخارجية الروسية القائمة على السيادة المتساوية وتبادل المنافع وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهي نفسها المبادئ التي يقوم عليها ميثاق الأمم المتحدة وهي مبادئ عادلة وهادفة وتضع الأسس السليمة لعلاقات بناءة و متوازنة تعود بالمنفعة للجانبين.
ما هو مستوى التنسيق بين السودان وروسيا في الأمم المتحدة وخاصة قضايا السودان المطروحة في مجلس الامن؟
المتابع للعلاقات السودانية الروسية خاصة في الأونة الأخيرة واللقاءات رفيعة المستوى بين الجانبين، وكان اخرها لقاء رئيس الوزراء بوزير الخارجية الروسي في نيويورك يلحظ بصورة واضحة ان موضوع التنسيق وتبادل الدعم بين البلدين يمثل جانباً متقدماً جداً في العلاقات سواء كان على مستوى مجلس الأمن بنيويورك، او في ملفات حقوق الإنسان في جنيف، وفي كل منابر الدبلوماسية متعددة الأطراف، ويقف الفيتو الروسي شاهداً على مستوى التنسيق والدعم.
ما هو مستوى التبادل التجاري بين البلدين وكذلك علاقات التعاون الثقافي بما يعني عدد الطلاب السودانيبن الدارسين في روسيا؟
نتوقع في الفترة القادمة ان تشهد العلاقات الاقتصادية والتجارية تطورا لتلحق بمستوى العلاقات السياسية المتقدمة والمتطورة. لذلك تنصب الجهود حاليا لترقية هذه العلاقات من خلال تفعيل اليات التعاون الثنائي مثل اللجنة الوزارية التي انعقدت مؤخرا والمعنية بالتعاون الاقتصادي والتجاري، والزيارات العديدة لوفود الشركات الروسية الكبيرة للسودان مؤخراً والتباحث مع الجانب السوداني حول تعزيز هذه العلاقة كلها جهود ساهمت في زيادة معدل التبادل التجاري بنسبة ٩٢٪ في الفترة الماضية كما أفاد وزير الموارد الطبيعية الروسي مؤخرا، وهي دلالة على ايجابية الحراك في العلاقات الاقتصادية والزيارات المتبادلة من الشركات ونتطلع بالطبع الى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الى مستويات ارفع.
ما هي أوضاع الجالية السودانية في روسيا؟
بروسيا عدد كبير من الطلاب حوالي 700 طالب في الجامعات المختلفة حيث تقدم روسيا سنويا 100 منحة للسودان هذا بالإضافة للطلاب الذين يدرسون علي النفقة الخاصة. يوجد بروسيا عدد كبير ايضا من السودانيين المقيمين والذين يعملون موظفين وفي الأعمال الخاصة. والجالية السودانية بطلابها مترابطة ومتعاونة وتعمل السفارة على تعضيد أواصر العلاقات بينهم وحل مشاكلهم والمشاركة في كل المناسبات وتشاركنا في الأنشطة التي تقوم بها السفارة حيث انها جالية مهمومة بقضايا الوطن وتطوراته وتسهم بايجابية في كل ما يتعلق بالقضايا الوطنية.
اصبحت موسكو مؤخرا قبلة للعلاج للسودانيين ما هي حقيقة الأمر وهل تشجع قدوم السودانيبن للعلاج في روسيا؟
نعم، قصد العديد من السودانيين العاصمة الروسية موسكو لتلقي العلاج، خاصة في مجال العيون. معروف ان روسيا متقدمة جداً في هذا المجال ومعظم الذين تلقوا العلاج بموسكو أشادوا بالخبرة والإمكانيات والمعرفة الروسية في علاج العيون. ليس السودانيون ففى المستشفى المتخصص لعلاج العيون والذي يطلق عليه اسم ” مستشفي فيدروف” المسمى على العالم الروسي الذي اسسها وأجرى دراسات متقدمة في علاج العيون، تجد عدد من الجنسيات من كل انحاء العالم لتلقى العلاج. معروف عن المستشفى قيامها ببحوث ودراسات في هذا المجال.