خبراء مصريون يفندون خطاب حميدتي و يكشفون الدوافع والدول التي تقف وراء التصعيد ضد مصر

فريق المحرر

تقرير: المحرر: اميرة الجعلي

أحدثت تصريحات قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” التي بثها في خطابه ردود فعل كبيرة خاصة تلك التي تتعلق بمصر واتهامها بقصف قواته ودعم الجيش السوداني.

وفي أول رد فعل أنكرت الحكومة المصرية في بيان أصدرته وزارة الخارجية هذه الاتهامات وقالت إنها عارية من الصحة ووصفت الدعم السريع بأنه عبارة عن مليشيا، الامر الذي اغضب المليشيا واعتبر مصر دولة غير محايدة.

وعقب خطاب حميدتي انطلقت حملة إعلامية واسعة من منسوبي الدعم السريع وحلفائه السياسيين تعزز من خطاب قائد المليشيا وترسل التحذيرات يمنة ويسرة لدرجة أن هدد أحد منسوبي الدعم باستهداف السد العالي أحد مصادر الأمن المائي في مصر.

وفي خطوة تصعيدية جديدة أصدرت مليشيا الدعم السريع بيانا حمل

تحذيرات في خطابه ضد الحكومة المصرية وأجهزتها من التمادي في التدخل السافر في الشؤون السودانية من خلال ما أسماه دعم الجيش المختطف من قبل الحركة الإسلامية (الاخوان المسلمين).

واتهم بيان الدعم السريع مصر بدعم الجيش بكل الإمكانيات العسكرية، وسهلت عبر حدودها دخول امدادات السلاح والذخائر والطائرات  المسيرة، إذ قدمت خلال شهر أغسطس الماضي (8) طائرات k8  للجيش وصلت القاعدة الجوية في بورتسودان، و تشارك الآن في القتال، واخرها في معركة جبل مويه، وزاد ان  الطيران المصري ساهم في قتل مئات المدنيين الأبرياء في دارفور والخرطوم والجزيرة وسنار ، مليط ، الكومة ، نيالا، الضعين، إضافة الى توفيرها للجيش إمدادات بقنابل 250 كيلو أمريكية الصنع كانت سبباً في تدمير المنازل والأسواق والمنشآت المدنية.

 ولكن يبقي السؤال الأهم من يقف خلف خطاب حميدتي واقحام مصر في هذه المعركة، وما دلالة التوقيت؟؟

 سردية جديدة:

حذر خبير أمني سوداني تحدث لـ(المحرر) من الإفراط في تفسير خطاب حميدتي على أنه دليل هزيمة عسكرية وسياسية ونفسية فقط مشيرا الي ضرورة تحليله على ضوء الوقائع الجارية وما ينوي فعله بدعم رعاته الإقليميين خاصة الامارات.

وقال إن الخطاب حاول صنع سردية موازية لتغطية الدعم الإماراتي ليقول إن مصر أيضا تدعم الجيش السوداني المختطف من الحركة الإسلامية، مؤكدا أن هذا الزعم ينطوي على غباء سياسي لأن مصر لا يمكن أن تدعم أي مشروع للإسلاميين في السودان لكنها مجرد فزاعة للتكسب من الدول الغربية والدولية.

وأشار محدثي الى أن محاولة أتهام مصر بضلوعها في الصراع جاء مباشرة بعد فرض العقوبات الأمريكية علي القوني شقيق حميدتي الأصغر وكذلك تصاعد الحملة الدولية على الإمارات. كما ينطوي الخطاب على مغامرة أخرى وهي التودد لأثيوبيا من خلال أتهام مصر في ظل الصراع الإقليمي بين الدولتين.

عارية من الصحة

استنطقت (المحرر) الخبير الأمني والعسكري المصري اللواء محمد عبدالواحد للتعليق على اتهام مليشيا الدعم السريع لمصر حيث شدد بالقول ان تصريحات حميدتي عارية تماما عن الصحة وخاطئة، وقال  كلما شعر باليأس وان الضغط عليه شديد سواء بسبب الضربات المتواصلة من قبل الجيش السوداني علي قواته في أماكن متفرقة منها الخرطوم في مدنها الثلاث وكردفان ودارفور وولاية سنار، مشيرا الى ان هناك ضربات موجعة أفقدته توازنه، موضحا انه حاول إرسال رسالة لقواته لرفع الروح المعنوية وان الهزيمة بسبب تدخل طرف آخر قوي يريد ان يغير موازين القوة في السودان.

تحريض ربما

وحول توقيت الاتهام قال الخبير الأمني المصري ان التوقيت ربما يعود لتحريض من احدى الدول التي تدعمه للزج باسم مصر ولفت انتباه الراي العام الدولي لتدخل إقليمي في السودان والابعاد عن الجرائم التي يرتكبها حميدتي في المدن، مؤكدا أن حديثه غير صحيح وانه يحاول ان يقفز عن الحقائق في اتجاه تمويه الراي العام الدولي.

وأضاف ان الدعم السريع خلال العشرة أيام السابقة تعرض لهزائم كبيرة في العتاد والافراد من خلال القصف الجوي والمدفعية الثقيلة وان الجيش كبده خسائر كبيرة خاصة في العاصمة الخرطوم وفقد سيطرته على الأماكن الاستراتيجية.

فزاعة للغرب

وحول اتهام المليشيا بان مصر تحتضن عناصر النظام السابق عبر محدثي عن دهشته من هذا الاتهام تساءل كيف لمصر ان تحتضن النظام السابق وهي على خلافات كبيرة معه خاصة فيما يتعلق بالايدلوجية التي تنتمي فكريا لجبهة الاخوان المسلمين، وأضاف ان مصر تخلصت من الاخوان في 2014 على المستوى السياسي والشعبي.

وشدد على ان الحديث عار من الصحة، وأضاف لكن حميدتي اعتاد على استخدام الاخوان المسلمين كفزاعه للغرب يريد لفت الأنظار بان الجيش السوداني لازال يتعاون مع النظام السابق خاصة التيار الإسلامي للفت نظر المجتمع الدولي والعربي الذي يقود حملة كبيرة على الإرهاب والأيدولوجيات الإسلامية ويوجه الراي العام الدولي لخطورة الوضع في السودان.

واستبعد االلواء محمد عبد الواحد افي حديثه لـ(المحرر) ان يقوم الدعم السريع باي خطوة تجاه مصر، وأضاف ان مصر علاقاتها طيبة بكل الأطراف السودانية، وزاد “كلنا مندهشين من تصريحات دقلو” وأكد ان مصر دائما على مسافة واحدة، وان ارادات ان تستضيف برهان وحميدتي هي مستعده لذلك وستوفر كافة سبل الحوار، لافتا الى انها تسعى دائما لاستقرار السودان لان أمنه القومي يرتبط باستقرار مصر والتاريخ يدلل على ذلك.

عقوبات أكبر

من جهتها اعتبرت الصحفية المصرية المتخصصة في الشأن السوداني والافريقي صباح موسى في حديثها لـ(المحرر) اتهام حميدتي لمصر ناتج عن الهزائم التي تلقاها في الميدان بجانب العقوبات التي أصبحت تتوالى عليهم، وأضافت ان هذا يدلل على ان الدائرة بدأت تضيق على أسرة آل دقلو ومازال متوقع عقوبات أكبر على الدعم السريع في الفترة القادمة.

مصر لا تستفز

وحول ما إذا كانت هناك دول وراء الاتهامات التي وجهها حميدتي لمصر توقعت محدثتي ان تكون دولة اثيوبيا والامارات وراء هذه الاتهامات، وبررت ذلك للتحركات المصرية في المنطقة والزيارات الي كل من اريتريا والصومال، إضافة الى القمة الثلاثية التي انعقدت في اريتريا، وأشارت الى انزعاج اثيوبيا من هذه التحركات وأضافت ان لدى اثيوبيا مصلحة بان يتهم الدعم السريع مصر.

وفيما يخص الامارات قالت صباح ان الشكاوى كثيرة ضدها ولها مصلحة بان يتم اتهام مصر، ولفتت الى ان كل العوامل متوفرة لكونه بدأ خطابه باتهام مصر.

 وختمت صباح حديثها بالتأكيد على ان مصر دولة لا تسمح لأحد بأن يستفزها وأنها تنطلق من محدداتها ولن تتعامل برد الفعل.

Share This Article
error: Content is protected !!
Exit mobile version