لا تزال شوارع وطرقات مدينة حلفا الجديدة؛ شرقي السودان تستقبل أفواج النازحين من قرى شرق الجزيرة بعد ما اكتظت مراكز الإيواء الثمانية بالمدينة، منذ بدء الهجمات الدامية التي شنتها قوات الدعم السريع بعد انشقاق قائدها هناك؛ أبو عاقلة كيكل في 20 أكتوبر الماضي.
ورصدت “دارفور24” وصول 28 سيارة نقل كبيرة (دفار) إلى مدينة حلفا.
وقال متطوعين في مراكز الإيواء بحسب موقع “دارفور24″، إن المدينة تستقبل منذ أسبوع 20 سيارة نقل كبيرة يوميا؛ في المتوسط.
وأحصى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية “أوتشا” نزوح 135 ألف شخصا لكن مصادر محلية تشير إلى أن هذه الإحصائية أقل بكثير من العدد الفعلي.
ويقول متطوعون أن عمليات الحصر تكاد تكون مستحيلة حاليا، لسبب أن وتيرة تدفق النازحين في تزايد مستمر عطفا على أن الغالبية منهم انتشرت في الشوارع والطرقات.
وقال أحد المتطوعين الذين تحدثوا لـ”دارفور24″، إن أعداد النازحين في الشوارع والطرقات تفوق الأعداد المكتظة بها المراكز، مشيرا إلى أن هناك حاجة عاجلة لتوفير مخيمات.
وقُتل العشرات بشرق الجزيرة إثر هجمات واسعة شنتها قوات الدعم السريع على القرى وأحصت مراصد محلية نزوح كامل وجزئي لأكثر من 50 قرية.
وأفادت مصادر طبية لـ “دارفور24” برصد 5 حالات وفاة بسبب مشقة النزوح بينها شقيقتان توفيتا بسبب مضاعفات مرض السكر، فيما سجلت 8 حالات ولادة في الطريق عطفا على 3 حالات ولادة مبكرة.
وتعاني مراكز الإيواء شحا حادا في الوجبات التي تتمثل في (الفول والعدس) ورغم تأسيس عدد من المطابخ الخيرية، إلا أن التدفق المستمر للنازحين جعل الضغط عالي على الجهود الشعبية المحدودة التي تعتمد عليها هذه المطابخ.
ويقول متطوعون إن المساعدات المقدمة للنازحين لا تزال محدودة جدا وتعتمد على الخيرين، ورغم وصول بعض المنظمات إلا أن الحاجة لا تزال متزايدة لتقديم العون، وبجانب الاحتياجات المستمرة لتوفير الغذاء والدواء هناك حاجة لتأهيل هذه المراكز التي يفتقد غالبيتها لمقومات الحياة الأساسية بحسب وصفهم.
وتعاني مراكز الإيواء انعداما في أدوية الأمراض المزمنة مع تفشي حالات الإسهالات المائية التي سجلت حتى أول أمس الخميس 62 حالة وتزايد حالات الملاريا والحميات.