سنار: رفقة عبد الله
لم يسلم أصحاب الأمراض المزمنة في ولاية سنار من الحصار الذي فرضته مليشيا الدعم السريع على مدينة سنار، بعد سيطرتها على سنجة و الدندر والسوكي، واستهدافها بشكل خاص لحياة المواطنين، وهددتها عبر استهدافهم للمستشفيات و إغلاقها و إخراجها عن الخدمة، لاسيما مرضى الفشل الكلوي الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة وخدمات علاجية لا تتوقف.
وفي ظل استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إنهار الوضع الصحي في السودان بشكل عام وبشكل خاصة مناطق العمليات العسكرية، مما ادى للخروج 70 % من المستشفيات عن الخدمة بحسب لجنة أطباء السودان المركزية، نسبة لأنها تقع في مناطق النزاعات بين الطرفين.
يقول المواطن آدم علي من سنار ومصاب بمرض الفشل الكلوي “كنا قبل الحرب نقوم بأربع جلسات غسيل كلى أسبوعيا تستمر كل جلسة لأربع ساعات أما بعد الحرب و مع توقف عدة مراكز في ولاية سنار تكدس أعداد مرضى الفشل الكلوي في مستشفى غسيل الكلى سنار والأمر الذي قلص عدد الجلسات .
وقال ادم لـ(المحرر)عند انتقال الحرب إلى سنار نزحت إلى القضارف وقطعت مسافات بعيدة مشيا على الاقدام في ظروف صحية صعبة وصلت مستشفى القضارف منهكاَ وقد أصبحت أشعر بالإعياء، أدخلوني بسرعة غسيل الكلي، والان رجعت سنار بعد استقرار الاوضاع إلا أننا مازلنا نعاني جراء تقليص عدد الجلسات.
وفيات بالجملة
وكشف مصدر طبي لـ(محرر) عن 30 حالة وفاة من مرضى غسيل الكلى بمركز سنار خلال شهرين، بسبب الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على سنار المدينة الذي تسبب في نقص الدواء و انقطاع التيار الكهربائي، وخروج الماكينات عن الخدمة، وقال ذات المصدر أن عدد الماكينات تعمل التي في الوقت الراهن 10 من أصل 20 ، وأن عدد المرضى 112 حالة مسجلة غير الحالات الجدد بمعدل 3 ـ 4 حالة في اليوم .
وأوضح أن مركز الغسيل الكلي سنار الوحيد الذي يعمل في الولاية ويستقبل كل مرضي محليات سنار.
نقص في الأدوية
وتقول ممرضة فضلت حجب اسمها لـ(المحرر) أن مركز غسيل الكلى يعاني الآن من نقص شبه تام من الأدوية المنقذة للحياة لمرضي غسيل الكلي، اضافة لذلك انعدام أكياس الدم، وانعدام أدوية الطواري ،مؤكدة أن عدد كبير من الحالات توفيت في الشارع قبل الوصول إلى المستشفى، إضافة لذلك إنقطاع الكهرباء خلال الشهور الماضية ضاعف معاناة المرضى أكثر، خصوصا فترة الكوليرا فكانت نسبة الوفيات عالية جدا، مما أدى لتكدس الجثث وأحيانا يتم دفن الجثمان بعد يوميين لعدم توفير عربات نقل بسبب توفير الوقود .
وقالت محدثتي أن هنالك تقصير من قبل وزارة الصحة الولائية وعدم تنسيق من وزارة الصحة الاتحادية، وأن مستشفى غسيل الكلى في سنار يعمل تحت ظروف استثنائية، مع غياب كامل لوزير الصحي.
أما الحاجة بتول التي تعاني من الفشل الكلوي تقول لقد “حاصرنا الدعم السريع داخل مستشفى سنجة واطلق الرصاص كنت حينها دخلت لاجراء بعض الفحوصات وبعد دخول قوات الدعم السريع للمستشفى خرج عدد كبير من المرضى، في وضع حرج جدا ، وتسبب ذلك في حالات اغماء وسط المرضى”.
وأضافت حاجة بتول “أحضر إلى هنا مرتين في الأسبوع ولا أشعر بالتحسن في معظم الأوقات فضلا عن وجود مياه معدنية مخصصة لحالات الفشل الكلوي الأمر الذي فاقم الازمة “.
وأشارت إلى أنه من غير المعقول عمليات ان تتعرض المستشفيات والمراكز الصحية التي تخدم مئات الالاف من المواطنين وتقديم الرعاية للاستهداف من قبل قوات الدعم السريع .