تقرير: رفقة عبدالله
بشكل متسارع قلب الجيش موازين الحرب في السودان، وغير خريطة السيطرة والإنتشار في معركته الممتدة مع مليشيا الدعم السريع والمستمرة لأكثر من عام ونصف، حيث حقق أكبر اختراق عسكري في العاصمة الخرطوم، بعد أن تمكن من فك الحصار من القيادة العامة، وسلاح الإشارة، كما أعاد السيطرة على مصفاة الجيلي وما حولها من مناطق سكنية وعسكرية وتحرير جزء كبير من الجزيرة، مع كل هذه الإنتصارات، تجري في العاصمة الجديدة بورتسودان سلسلة من المشاورات السياسية بين القوى السياسية الوطنية من أجل الوصول إلى رؤية وطنية سياسية لإنعقاد مؤتمر الحوار (السوداني- سوداني) وتقديم رؤية لما بعد الحرب، بينما قال القائد العام للقوات المسلحة الفريق عبد الفتاح البرهان، إنه “لن تكون هناك أي عملية سياسية إلا بعد أن تنتهي الحرب في البلاد”.
حوار جامع
تزمناً مع انتصارات الجيش تسابقت القوى السياسية والشخصيات المستقلة ومنظمات المجتمع المدني والمكونات النسوية والشبابية الداعمة للجيش نحو بورتسودان، وابتدرت سلسلة مشاورات للتوافق حول رؤية وطنية جامعة يشارك فيها الجميع دون إقصاء تصلح لتكون نواة المشروع الوطني للحوار (السوداني – السوداني)، من أجل التوافق الوطني والإتفاق حول الثوابت الوطنية ومساندة الشعب السودانى وقواته المسلحة والقوات المساندة لها فى الحرب ضد المليشيات والمرتزقة ومواجهة كل المخاطر التى تواجه البلاد وضمان المحافظة على وحدة البلاد وسلامة أراضيها.
نواة وطنية
قال القيادي بالحزب الإتحادي خالد الفحل لـ(المحرر) أن المشروع الوطني للحوار السوداني لا يستثنى إلا من صدرت في حقه أحكام قضائية بالإدانة، ما عدا ذلك يمثل نواة وطنية تهدف إلى توحيد كل المكونات السياسية والمجتمعية حول الثوابت الوطنية والوصول إلى صيغة تتفق حول مختلف الأطراف السياسية حول قضايا الإنتقال والحوار (السودانى- السودانى) والإجابة على كل التساؤلات المطروحة في كيف يحكم السودان ووضع الأسس للإنتقال الديمقراطي وتعمير ما خربته الحرب وصولا فى نهاية المشروع إلى عملية التداول السلمي للسلطة بانعقاد الانتخابات.
وأكد الفحل في حديثه أن هذه المراحل يفصلها المشروع وفقاً لكل مرحلة، لافتاً أن تصميم المشروع الوطني يستهدف مرحلة الإنتقال والإعمار .
وفيما يخص تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” يقول محدثي أن “تقدم” تمثل وجهة النظر المساندة للمليشيات ولا تنطبق عليهم شروط المشاركة في الحوار (السوداني-السوداني) الذي ينطلق من منصة وطنية تلتزم بالثوابت الوطنية وعدم المساس بسيادة السودان أو شرعية مؤسساته ودعم الجيش الوطني في الحرب ضد المليشيات والمرتزقة والإعتراف بالتمرد، ما لم تتغير مواقفهم وإعلان فك الإرتباط بينهم وبين المليشيات والقوى المعادية للسودان، وطلب العفو من الشعب السودانى وتقديم أنفسهم للعدالة لمواجهة التهم الموجهة لهم من النيابة العامة ستظل مساحة التلاقي معهم تفصلها حواجز عميقة.
دون اقصاء
وحول مشاركة حزب المؤتمر الوطني في الحوار (السوداني- السوداني) أوضح الفحل ان كل من لا يواجه إدانة قضائية يمكن أن يشارك، وأضاف ان رؤية المشروع تقوم على أساس مشاركة الجميع دون استثناء او إقصاء حتى نؤسس لمستقبل الحكم فى إطار مشاركة كل مكونات الشعب السوداني دون تمييز او إقصاء ونقرر الحاضر والمستقبل بإرادة وطنية سودانية غير مستوردة من الخارج. وأكد ان المشروع الوطني يخاطب كل المراحل وبالأخص مرحلة ما بعد الحرب التي تعتبر الأساس لتنفيذ خارطة الطريق والتى ستركز على إعادة الإعمار وانعقاد مؤتمر الحوار (السوداني- السوداني) و وضع برنامج الإنتقال الديمقراطي وصولا إلى مرحلة التحول الديمقراطي التى يختار فيها الشعب السوداني من يحكمه.
مواجهة مخاطر وتحديات
وفيما يخص تشكيل الحكومة قال الفحل لـ(المحرر) ان المشروع الوطني المطروح لا يترتبط بالسلطة التنفيذية وليس هنالك عودة للشراكة، كما حدث مع قوى الحرية والتغيير، لافتا الى انه منهج جديد لدور القوى السياسية فى مواجهة المخاطر والتحديات التى تواجه البلاد وتستهدف أمنها القومي ومناهضة الغزو الخارجي المفروض عبر مليشيا السريع المتمردة، كما توحد الشعب السوداني فى معركة الكرامة الوطنية.
وأكد استدراك القوى السياسية الوطنية والمجتمعية للمخاطر والتحديات، وزاد انها ستقدم نموذج الوفاق والتوافق الوطني يمثل أكبر جبهة إسناد للحكومة والدفاع عن سيادة الدولة وتقديم الدعم السياسي اللازم الذي يمكن الدولة من تجاوز تحديات الحرب وتبعاتها السياسية.
رؤيا لكل السودانيين
الخبير القانوني نبيل أديب قال لـ(المحرر) ان المؤتمر الوطني كحزب تم حله بموجب قانون ساري المفعول، بينما اعضاءه يتمتعون بكافة الحقوق والحريات العامة المكفولة للسودانيين بدون تمييز، وبالتالي فان الرؤيا مطروحة لكل السودانيين بدون اقصاء الا لمن يخضع لأحكام قضائية في اتهامات تتصل بالفساد السياسي او الإداري.
وقال ان قوى الحرية والتغيير لم تعد موجودة ككتلة وانما تفرقت ” أيدي سبأ ” ، وأضاف أديب غرض المجموعة الوحيد بعد أن توافقت حول الرؤيا هو خلق توافق حول تلك الرؤيا بين مكونات المجتمع السوداني وليس من أهدافها أن تشكيل حكومة .
من حق الجميع المشاركة
اما الناطق بأسم حركة العدل والمساواة محمد زكريا فقد أكد لـ(المحرر) أن سلسلة المشاورات التي جرت حول رؤية وطنية جامعة يشارك فيها الكل دون إقصاء تصلح لتكون نواة المشروع الوطني للحوار (السوداني -السوداني)، وقال أنه تم التواصل مع المؤتمر الشعبي، أما المؤتمر الوطني لم يتم اخطارهم حتى الآن لافتاً أن الحوار (السوداني- السوداني) جامع ومن حق الجميع المشاركة.