المحرر: ساره المنا
نعيش أوضاع مأساوية بعد ان فقدنا كل شي واجبرنا على النزوح من ولاية الى اخرى بحثا عن الامان، ولكن اصطدمنا بواقع أكثر صعوبة في الحصول على الغذاء والعلاج خاصة بعد تفشى عدد من الامراض، هكذا بدأ النازح عبد القادر محمد قصة معاناته لـ(المحرر)، بعد ان واجه صعوبة البقاء في منطقة ام درمان وهي احد مناطق النزاع.
ويعيش النازحون السودانيون بعدد من الولايات أوضاع معقدة للغاية بسبب المعاناة الناتجة عن نقص الغذاء والدواء، فضلاً عن تفشي الأمراض الفتاكة التي تفاقمت في موسم الأمطار والسيول.
وتقدر أعداد النازحين بأكثر من “10” مليون شخص نزحوا من ديارهم في المناطق التي اشتعلت فيها الحرب ،واتجهوا إلى مناطق أخرى بحثاً عن الأمن والنجاة من انتهاكات قوات “الدعم السريع”، ويعيش النازحون أوضاع قاسية بعد فقدانهم الممتلكات والأعمال اليومية التي توفر لهم الاحتياجات الأساسية.
ويتواجد آلاف من النازحين في مراكز الإيواء منذ اندلاع الصراع المسلح، إذ يعيشون على ما توفره المنظمات الخيرية، بينما اتجه آخرين للبقاء مع أقاربهم وأهاليهم في الولايات، في رحلة نزوح طويلة مليئة بالمعاناة والتجارب.
معاناة مستمرة
ويقول، عبد الباقي إن “الحرب الدائرة في السودان أجبرت كثير من الأسر السودانية للنزوح إلى ولايات ومناطق مختلفة.
وأضاف: الشعب السوداني يعاني من تدمير المرافق الصحية، و إغلاق معظم المستشفيات والصيدليات رغم حاجة أصحاب الأمراض المزمنة للرعاية الصحية والأدوية، فضلاً عن الأشخاص المصابين جراء القتال.
وأشار إلى أن المدارس والجامعات الحكومية والخاصة في الخرطوم تعرضت لتخريب كلي أو جزئي وتدمير البنوك وشبكات الاتصالات وانقطاع التيار الكهربائي وامدادات المياه.
وتحدث عبد الباقي عن رحلة النزوح من ولاية إلى أخرى، وقال إن “كل ولاية لها ثقافات مختلفة رغم أنني من مواليد مدينة أم درمان، إلا أن ظروف الحرب اجبرتني على النزوح لمناطق لم اعرفها من قبل.
آثار نفسية
من جهتها، تقول سحر عبدالرحيم التي نزحت من الخرطوم لـ(المحرر) إن “ظروف الحرب أجبرتها على النزوح إلى ولاية النيل الأبيض، حيث تقيم في أحدى مراكز الإيواء، و زوجها أسير حرب ولديها 4 أطفال.
وأضافت “خرجت من منزلي في وقت كنت فيه حامل في الشهر الثاني، ووصلت ولاية النيل الأبيض، وتحديداً مدينة ربك، لكنني تفاجأت بارتفاع أسعار إيجارات الشقق والمنازل بمبالغ تفوق الخيال، ولا املك غير أموال قليلة، و بعد معاناة ومشقه مع رحلة البحث عن سكن، تمكنت أخيراً من الحصول على مركز إيواء، اقمت فيه 7 أشهر، على رغم اقتراب موعد خضوعي للولادة.
وتابعت سحر “فقدت كل مقتنياتي بالخرطوم، وحالياً بلا عمل، وقرر لي الطبيب إجراء عملية ولادة “قيصرية” وأنا لا أملك رسوم العملية، والحرب تركت بداخلنا أثر نفسي كبير.
أوضاع معيشية قاسية
اما نمارق خالد التي تقطن منطقة الكلاكلة القبة في الخرطوم قالت لـ(المحرر) منذ بداية الحرب خلال الأشهر الأولى كانت المنطقة آمنة ولا تتواجد بها قوات “الدعم السريع”، لكن بعد منتصف الشهر الثالث وصلوا إلى منطقة الكلاكلة عقب عيد الأضحى، مما دفع مجموعة من الشباب في الحي بالتسليح من قبل الجيش من أجل الدفاع عن النفس والممتلكات.
واضافت في حديثها بدأت قوات “الدعم السريع” باقتحام المنازل بحثا عن كل فرد يتبع للجيش إلى جانب السيارات، وهنا بدأ المواطنون يتضجرون من تلك التصرفات المشينة وشعروا بعدم الأمان وصعوبة وجود الغذاء والمعيشه قاسية ولايوجد مصدر للدخل والسكان أصبحوا بلا عمل، والوضع كل يوم يتجه للأسوأ.
وتابعت نمارق: “رغم تمسكنا بالبقاء في الخرطوم وعدم مغادرة منزلنا، لكن للاسف وبعد أن تزايدت معدلات الانتهاكات خصوصاً النهب والسلب والاغتصاب أضطررنا للخروج بحثاً عن الملاذ الآمن”.
ولكن رحلة المعاناة لدى نمارق ازدات بعد ان خرجت من الخرطوم وقالت “رغم أننا لا نملك حتى تكاليف السفر، و بعد إجراء عدة اتصالات على الأهل لتحويل مبالغ مالية واصلنا المشوار إلى منطقة جبل اولياء ومكثنا بها بضعة أيام وعشنا الحلوة والمرة، ولكن الوضع كان معقداً للغاية، وأصبحنا نعتمد على المغتربين لتوفير احتياجات الغذاء والدواء لأن غالبية المواطنين خارج سوق العمل”.