هل تنحج وساطة موسيفيني في حل الأزمة السودانية؟

تقرير: المحرر

في إطار الجهود الرامية لحل الأزمة السودانية وسعي المجتمع الإقليمي والدولي لإنهاء الحرب في السودان أعلن الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني عن استعداده للتوسط في الصراع الدائر في السودان، في حال رغبة وانفتاح الدعم السريع والجيش السوداني في الحوار.

وفي ذات الوقت أعلن مجلس السلم والأمن الأفريقي في بيان ختام زيارته لكل من مصر والسودان عن قمة مرتقبة خلال شهر أكتوبر الجاري للجنة الخماسية برئاسة موسفيني التي كونتها القمة الأفريقية مؤخرا.

وحسب الإعلان ستنعقد القمة في الثالث والعشرين من أكتوبر الجاري وتأمل أن تنجح في ترتيب لقاء بين رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد ميليشيا الدعم السريع لمناقشة حرب السودان

ولكن الحكومة السودانية اوصدت الباب امام أي مبادرة او وساطة افريقية في ظل استمرار تجميد عضوية السودان في الاتحاد الافريقي، واعتبرت ان أي قرار يصدر من أي جهة أثناء غياب السودان وعدم أشراكه في القرار يعتبر مرفوضا ولا يعنيه في شيء.

موسفيني يتوسط

وقال الرئيس موسيفيني خلال اجتماع مع مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان في قصر الرئاسة في عنتيبي: “أنا مستعد للتوسط في الصراع إذا وافقوا على ذلك”.

كما أكد موسيفيني التزامه بالانضمام إلى الجهود الرامية إلى استعادة السلام في السودان، مؤكدا أن السبب الجذري للصراع يكمن في تعزيز سياسات الهوية، التي تزعزع استقرار بلد متنوع مثل السودان.

وحث الرئيس الفصائل المتحاربة على الموافقة على وقف إطلاق النار وتسليم السلطة للشعب السوداني.

وأكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان، رمضان لعمامرة، للرئيس موسيفيني، دعم الأمم المتحدة الكامل لحل النزاع سلميا.

السودان يتحفظ

وكشفت مصادر متطابقة لـ(المحرر) عن تحفظ السودان على وساطة موسفيني لضعف الدور الأفريقي وكذلك لدور يوغندا السالب في الحرب الدائرة حاليا، وتوسيع نطاق الحرب من خلال السماح لبلاده بان تكون أحد دول العبور لدخول السلاح والذخيرة من دولة الامارات الى السودان.

وقالت المصادر مطار عنتيبي ظل مركزا لمرور السلاح الإماراتي الى تشاد ومنها الي دارفور مقابل أموال دفعتها أبو ظبي الي كمبالا. هذا بجانب احتضان بلاده للمليشيا وداعميها، كما تعتبر مقرا للمنظمات التي تتآمر ضد السودان.

فيما قالت مصادر دبلوماسية لـ(المحرر) ان الرئيس موسيفيني يفتقد للحياد المطلوب لحل القضية السودانية وتحول من مدافع عن سيادة ووحدة السودان الى داعم لمليشيا الدعم السريع من خلال تسهيل وصول السلاح الإماراتي عبر مطاراته الى الدعم السريع.

يرجى اشراكنا

وخلال لقائه بموسفيني قال لعمامرة “السيد الرئيس، إذا كان هناك أي شيء يمكن للأمم المتحدة أن تفعله للمساعدة في استعادة السلام في السودان، يرجى إشراكنا. نحن مستعدون وراغبون في العمل معك”.

وسلط المبعوث الأممي الضوء أيضًا على الأزمة الإنسانية في السودان، مشيرًا إلى أنه بينما تم بذل الجهود لضمان وقف إطلاق النار محليًا، فإن القتال مستمر، ولا يزال المدنيون معرضين للخطر.

وأضاف أنه “على الرغم من استمرار الصراع وتدفق الأسلحة إلى الجانبين، لا تزال هناك فرصة للمضي قدما وتأمين وقف إطلاق النار لمعالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة”.

وحضر اللقاء أيضًا هنري أوكيلو أوريم وزير الدولة للشؤون الخارجية، بالإضافة إلى المسؤولين الأمميين نايلة حجار وحنان البدوي.

لجنة عرجاء

في ذات الوقت رفضت الحكومة السودانية على لسان وزير الخارجية المكلف السفير حسين عوض على مخرجات القمة المرتقبة للجنة الخماسية بشأن السودان التي تم تشكيلها من قبل مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي برئاسة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني والمزمع انعقادها في الأسبوع الثالث من الشهر الجاري ووصفها، بانها لجنة (عرجاء).

لا يعني شئ

في الاثناء قال وزير الخارجية في حوار مع” مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية وتقييم المخاطر” الاتحاد الأفريقي جمد عضوية السودان ويحاول أن يكون له دور فلن يكون للاتحاد أي دور إن لم تعد عضوية السودان للمنظمة، وبعد ذلك يساهم ويشارك في حل قضاياه.

وأكد ان السودان لن يقبل أن تفرض أيه حلول لقضاياه من الخارج سواء برئاسة موسفيني أو غيره، وأضاف ان الشأن السوداني متروك للسودان وللسودانيين.. وزاد “أي قرار يصدر من أي جهة كانت بغياب السودان فلن تعنيه شئي”.

في المقابل استبعد مراقبون تحدثوا لـ(المحرر) قبول الجيش السوداني لاي وساطة من أي طرف، في ظل تقدمه على ارض الميدان، وتمكنه من استعادة عدة مناطق كانت تحت سيطرة الدعم السريع.

وأشاروا الى ان قادة الجيش في أكثر من فعالية أكدوا انه لا تفاوض مع الدعم السريع، وان الأولية لدحر التمرد، ووصفوا توقيت اعلان موسفيني للوساطة بين الأطراف المتحاربة بالخاطئ وغير مقبول، وان الرجل غير مؤهل للتوسط في الازمة السودانية وبلاده تشارك في دعم مليشيا الدعم السريع وتأجيج الحرب في السودان.