تقرير: سارة المنا
معاناة المواطن السوداني جراء الحرب تزداد يوما بعد يوم، في كافة نواحي الحياة المختلفة، وهنا نتحدث عن انسان الجزيرة.
حيث يواجه الموسم الزراعي في السودان مصاعب جمة نتيجة عدم توفر التمويل اللازم والبذور المحسنة، إضافة الى الأسمدة والمبيدات والمدخلات، فضلاً عن شح الوقود وارتفاع أسعاره.
ومثل الوضع الأمني حجر عثرة أمام تمكن مزارعين كثر من التحرك والشروع في التحضيرات للزراعة خشية التعرض للموت أو نهب وسلب معداتهم الزراعية، علاوة على التوقيف والاعتقال.
ولكن اجتياح مليشيا الدعم السريع لولاية الجزيرة تسبب في خروج أكبر مورد زراعي بالبلاد عن دائرة الانتاج، وتدمير البنية التحتية لمشروع الجزيرة، وفشل الموسم الزراعي ونهب مخازن المبيدات والأسمدة والمدخلات الزراعية ومخازن المحاصيل.
أزمات متعددة
نتيجة لتوقف الإنتاج وإغلاق الطرق وعدم وصول الإغاثة والمواد الغذائية لولاية الجزيرة وعمليات النهب المستمرة بات شبح المجاعة يهدد المواطنين بمناطق الإقليم كافة.
في وقت تطرق المجاعة أبواب أجزاء كبيرة من محلية المناقل التي لم تصلها المليشيا، واستنفد المواطنين كل مدخراتهم من محاصيل وأصول ثابته في مواجهة الظروف الصعبة التي افرزتها الحرب، في ظل معاناة وانتهاكات مستمرة تهدد حياة الناس، إضافة الى أمراض تفتك بهم بؤس الجوع ونقص الغذاء.
فشل الموسم الزراعي
الصادق الأمين احمد الفكي – مزارع بمشروع الجزيرة امتداد المناقل قسم الهدى الزراعي مكتب شندي يقول، إن “مشروع الجزيرة والمناقل هو الدينمو المحرك للاقتصاد السوداني وخطط الدولة ووزارة الزراعة تعتمد على مشروع الجزيرة في كل برامجها، وواحدة من المؤشرات الأساسية من خلال متابعتنا وممارستنا للعمل الزراعي في مشروع الجزيرة”.
وأضاف “المؤشرات الموجودة في الوقت الحالي على المساحة السودانية في مشروع الجزيرة يعتمد على السياسات العامة لوزارة الزراعة في ترتيب العروة الصيفية والعروة الشتوية كإدارة مسؤولة عن وضع السياسات والترتيبات والخطة الزراعية والفنية للتنفيذ، بينما ينبغي على المزارعين اتباع الإرشادات والموجهات الأساسية لمشروع الجزيرة في الإدارة العليا من حيث اختيار المحاصيل المناسبة والمساحات المقترحة من الموسم الصيفي او الشتوي وهي توضع دائما وفق جدولة او ترتيبات من المشروع.
أكبر كارثة
وتابع أحمد في حيثه لـ “المحرر” “ما شهده مشروع الجزيرة بعد الحرب التي تدور الآن والظروف المأساوية التي يعيشها إنسان السودان في المقام الأول والجزيرة في المقامٍ الثاني تعد أكبر كارثة حلت على الشعب السوداني في الظروف الراهنة، وأضاف ان الحرب ومآلاتها ونتائجها والمعاناة الكبيرة التي يشهدها مشروع الجزيرة والمزارع غيرت مسار كل البرامج التي كانت موضوعة للزراعة.
وأوضح الصادق “حالياً الرؤية معدومة تماماً في مشروع الجزيرة هناك اجتهادات كبيرة تقوم بها إدارة مشروع الجزيرة تتعلق بعمل ترتيبات وبرامج وتصورات للزراعة، وقال “لكن في اعتقادي أن هذا الأمر تعترضه مشاكل وعقبات كبيرة وتحديات عدة لأن الدولة الآن مشغولة بالجانب الأمني في هذه المرحلة ويعد هذا الأمر المهم للناس وهي تشهد حالة نزوح كبيرة تعد أكبر حالة نزوح حدثت في هذه الفترة”، وأوضح أن إنسان الجزيرة والمناقل جميعهم خارج الولاية، لذا فإن المسألة تحتاج لوقفه كبيرة من المزارعين والمواطنين في ظل الظروف الحالية وعليهم عدم الاستسلام مهما كان الموقف و الحرب والمعاناة والظروف القاسية الطاحنة.
وأكد الفكي أن الحرب ألقت بظلالها السالبة على مشروع الجزيرة، وقال “حالياً المساحات المزروعة في الموسم الصيفي تمت عبر اجتهادات فردية غاب عنها التمويل والرؤية الزراعية والفنية والمقومات الأساسية من خدمات الزراعة والري والتي تؤثر على الإنتاج.”
وكشف أن الإنتاج الموجود الآن لا يلبي طموح المواطنين في الظروف الحالية، وأشار الى ان هناك معاناة شديدة من أسباب الحرب الموجودة الان، سيما أن المحاصيل المخزنة عند المواطنين تم بيعها لحلحلة بعض المشاكل التي واجهتهم في الظروف الصعبة.
مؤشرات سالبة
وقال ان المدخلات الزراعية والإنتاج الزراعي انعدم مع ظروف الحرب ولا توجد موارد تأتي من خارج الجزيرة، مشيرا الى اغلاق كافة، وأضاف “الناس استنفدت كل الأرصدة من قمح وذرة ومحاصيل كانت موجودة في مشروع الجزيرة وهذه من المؤشرات السالبة”.
الحال يغني عن السؤال
من جهته يقول عز الدين العمدة لـ”المحرر” ان ولاية الجزيرة تشهد موجة غلاء طاحنة في السلع الاستهلاكية، وكشف عن الأسعار حيث قال ان سعر كيلو اللحمة بلغ 4 ألف جنيه ورطل الزيت 5 ألف، وجوال الذرة 170 الفاً والبصل 5 ألف، بجانب ارتفاع أسعار الخضر والفاكهة، لافتا الى ان هناك شح في الأدوية المنقذة للحياة وانتشار للأوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا.
وأضاف ان “اقتحام قوات الدعم السريع للولاية أدى إلى نزوح المواطنين إلى الولايات الآمنة.
وختم حديثه قائلاً “الحال بالجزيرة يغني عن السؤال.”
أيام عصيبة
وفي السياق تحسرت المواطنة فاطمة الطيب في حديثها “المحرر” على الأوضاع التي تمر بها البلاد عامة وولاية الجزيرة خاصة.
وقالت “لم نتوقع أن تمر علينا أيام عصيبة كهذه في يوم من الأيام، توقفت أعمالنا، رغم أننا كنا نعتمد على رزق اليوم باليوم والآن أصبحنا نعاني من توفير لقمة العيش الكريم إلا من خلال المبادارت والتكايا التي يقوم بها مجموعة من الشباب.”
وأضافت فاطمة أن ولاية الجزيرة تعد من الولايات الزراعية الأكثر أهمية في السودان، ويعتمد أكثر من سكانها على الزراعة، لكن قوات الدعم السريع اجتاحت الولاية وضواحيها وأصبحت معزولة تماماً وانقطع التواصل.
وشكت عن إرتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والخضروات، وأشارت إلى أن سعر كيلو السكر بلغ، 2000 جنية وكيلو الدقيق 1500 جنية، وكيلو اللحمة الضأن 10000ألف جنية وكيلو اللحمة البقر 8000 ألف جنية وايضا البصل الملوة 3000 ألف جنية كوم البامية والملوخية 1000 جنية.