حوار: أميرة الجعلي
ندرس المتغيرات الامريكية.. وواشنطون واحدة من العواصم المهمه
دعم معركة الكرامة من اولويات السياسة الخارجية
تطوير العلاقات مع الدول الصديقة في الشرق.. ولن ننغلق من الأطراف الأخرى
تكملة الهياكل الادارية والسفارات لتقوية العمل الدبلوماسي
حظي تعيين السفير علي يوسف وزيرا مكلفا لوزارة الخارجية بترحيب كبير من قبل السفراء، والصحفيين و المتابعين للشأن الخارجي، باعتباره سفيرا مخضرما ودبلوماسيا محنكا، وتفاءل الكثيرون بان فترته ستشهد انفتاحا كبيرا في السياسة الخارجية، رغم التعقيدات التي تحيط بالملف السوداني في أجندة السياسة الدولية.
اجرت (المحرر) معه هذه المقابلة للتعرف على اولويات السياسة الخارجية خلال المرحلة المقبلة، بجانب العلاقت مع روسيا والصين، وتحديات الإنفتاح على الدول الاوربية، وكذلك طبيعة السياسات مع الدول الداعمه لمليشيا الدعم السريع بما فيها المنظمات الاقليمية، فالى مضابط الحوار:
ما هي اولويات سياستكم الخارجية تحت ولايتكم وقيادة الدبلوماسية السودانية في ظل التحديات الاستثنائية التي يواجهها السودان؟
اولويات السياسة الخارجية في المرحلة المقبلة تسير في اتجاه رئيسي هو دعم معركة الكرامة التي تجري في السودان، وهي معركة الجيش مع المليشيات المتمردة، وهناك مسارين.
ما هي؟
المسار الاول دعم الجهود العسكرية دبلوماسيا من خلال العلاقات الخارجية ودعم الجهود السلمية في اطار المبادرات المطروحة واهمها منبر جدة، خاصة وان السودان يطالب المليشيا بالالتزام به هذه الاولوية القصوى، ولتحقيق السلم والامن والاستقرار في السودان يقتضي تواصل العمل الدبلوماسي من خلال الاتصال مع دول الجوار والاتصال مع المنظمات الاقليمية والدولية لمواجهة كل التحديات، والجهود التي ترمي لاجهاض كل المحاولات والمؤامرات التي تحاك ضد السودان، وهذه ايضا احدى الاولويات التي سنبدأ فيها بصورة عاجلة.
هل ستكون لديكم تحركات مكثفة خلال الفترة المقبلة؟
ستكون لنا تحركات لاستعادة مواقع السودان في المنظمات الاقليمية الاتحاد الافريقي وايقاد وايضا التواصل مع دول الجوار والدول الاخرى التي لها علاقة بأزمة السودان.
وتطوير العلاقات الودية الجيدة مع الدول الاخرى، هذه اولويات المرحلة.
الا تعتقد ان هذه التحركات تتطلب اصلاحات داخل مؤسسة وزارة الخارجية؟
ليكون العمل الدبلوماسي مستقيم سنقوي وزارة الخارجية تقوية في الجانب المكتبي ومقرها في بورتسودان وسنعمل على تطويره، وسيتم نقل الوزارة الى موقع اخر، اضافة الى تكملة الهياكل الادارية للوزارة، والسفارات بالقدر الممكن ووضع الأسس الواضحة للعمل المهني الدبلوماسي الذي يقود الى تنفيذ المهام الخارجية، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب في السفارات وغيرها.
حسنا: سبق وان عملت سفيرا في الصين وكانت لك جهود واضحة مما جعل الصين اكبر مستثمر في السودان خاصة في قطاع النفط، هل سيشهد عهدكم اعادة العلاقات مع الصين وما هي رؤيتكم للعلاقة مع روسيا؟
نحن حريصين في علاقتنا الخارجية والسياسة الخارجية في الفترة المقبلة في تطوير علاقتنا مع الدول الصديقة في الشرق وهي في الاساس علاقات جيدة ومستمرة، والمبادئ التي تحكم علاقتنا معاها علاقات سيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتبادل المنافع، وبالتاكيد على راسها تأتي الصين وروسيا والهند وتركيا ودول كثيرة من دول الشرق.
وماذا عن دول الغرب؟
بالتأكيد لن ننغلق من الأطراف الأخرى، سنجتهد حتى تتحسن علاقتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية واوربا، والدول الأخرى وكذلك سنسعى لتطوير علاقتنا مع البرازيل ومع كندا هذه دول وسنحرص على اعادة تطوير علاقتنا معها بدرجة عالية.
كيف ستتعاملون مع الدول التي تقود العدوان على السودان مع دول الجوار وفي المنطقة الاقليمية؟
بالنسبة للدول التي تقود العدوان من دول الجوار، سنتواصل مع دول الجوار بصورة ودية وايجابية، وعبر الحوار ونحاول ان نترك صدى لصالح قضايا السودان لان الاستقرار في السودان والسلام في السودان هو استقرار وسلام في الدول الأخرى، واذا كان جارك منزله يحترق فهذا الحريق لابد ان يمتد الى دارك، نحن سنتواصل مع دول الجوار مع تشاد وجنوب السودان ويوغندا وكينيا واثيوبيا، نحن حريصين على علاقات طيبة معاها لصالح السلام والاستقرار والتنمية.
وفيما يخص الدول التي تدعم المليشيا؟
الدول الاخرى التي تقدم دعم للمليشيا نحن نأمل ان تتوقف عن معاناة الشعب السوداني وانتهاك سيادة السودان والأرض السودانية وما يجري الان هو عمل خطير نتمنى ان هذه الدول تحرص بأن تكون مواقفها متماشية مع القوانين الدولية واحترام السيادة والاستقرار واحترام العلاقات القديمة والتقليدية
الموجودة بين بعض هذه الدول والشعب السوداني.
صرحت ان العلاقة مع مصر ستحتل قمة اولويات اهتمامكم، هل من جهود لتطوير العلاقات بصورة أكثر استراتجية وحل مشاكل السودانيين؟
العلاقه مع مصر علاقة استراتيجة لدرجة عالية ونحن بدأنا تحركاتنا الدبلوماسية مع وزير الخارجية المصري وحدث توافق كامل في وجهات النظر حول الجهود وأكدت مصر موقفها الذي يحترم سيادة السودان ووحدة اراضية .
تم انتخاب رئيس جديد لامريكا كيف ترى العلاقات المستقبلية مع واشنطون وهي اكبر فاعل في قضية السودان، وكيف يمكن كسب امريكا لدعم جهود السلام والاستقرار في السودان؟
واشنطون واحدة من العواصم المهمه في العالم ليس فقط للسودان وانما لكل الحركة السياسية والدبلوماسية والعسكرية والاستراتيجية في العالم وهي محطة مهمه جدا وبلد هام ونحن ندرس الان المتغيرات التي ستحدث في ظل نتائج الانتخابات الامريكية الأخيرة وفوز الرئيس ترامب الذي كان رئيسا قبل اربعة سنوات واستطاع الحزب الديمقراطي الرئيس بايدن ان يفوز عليه والان يعود ترامب ، كما هو معروف ان رئيس مجلس السيادة وجهة رسالة تهنئية للرئيس ترامب بمناسبة انتخابه وهي بادرة حسن نوايا انشاء الله نذهب فيها لللأمام.
وهناك تصريحات للرئيس ترامب لم تثبت فيها حتى الان انها صحيحه ونتابع التطورات السياسية والعلاقات مع واشنطون مهمه يترتب عليها انعكاس مع هذه العلاقات مع دول كثيرة في الغرب خاصة الدول الاوربية.
ويرتبط ذلك بما يجري من صراع في القارة الافريقية، و لابد ان نتعامل معه بحذر ومراعاة لمصالح دول الجوار والبحر الأحمر ودول منطقة القرن الافريقي نحن حريصين على تحقيق السلام والتنمية في هذه الدول ونقول لجيراننا ان السلام في السودان هو السلام في الاقليم والتنمية في السودان هي التنمية في الاقليم.