طالب رئيس الهيئة القيادية لـتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” عبد الله حمدوك المجتمع الدولي باتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة لحماية المدنيين في السودان عبر تفعيل قرار الجمعية العامة المعني بمبدأ مسؤولية الحماية، وإنشاء مناطق آمنة، اضافة لتفويض ونشر قوات حماية، بجانب عملية إنسانية موسعة عبر كافة دول الجوار وعبر خطوط المواجهة دون أي عوائق وذرائع ومحاسبة من يعوقون العون الإنساني المنقذ للحياة، وفرض حظر طيران على كل السودان من أجل حماية المدنيين العزل من القصف الجوي، بما في ذلك المسيرات.
وشارك رئيس الهيئة القيادية لـتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر الجاري، في مؤتمرين رفيعي المستوى، وهما الاجتماعان السنويان لمجلس مؤسسة مو إبراهيم ومجلس مؤسسة أفريقيا وأوروبا، بحضور عدد من الرؤساء الأفارقة والأوروبيين السابقين، إلى جانب قيادة الاتحاد الأوروبي ومنظمات إقليمية ودولية.
واطلع حمدوك المُؤتمرين على ما تقوم به تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) ورؤيتها لوقف الحرب وإعادة الإعمار والعودة للتحول المدني الديمقراطي.
وقدم حمدوك في الجلسة المخصصة للسودان، شرحًا عن الأوضاع في البلاد، مستعرضًا الآثار التي سببتها وما زالت تُسببها الحرب من مقتل أكثر من 150 ألف مواطن وتشريد أكثر من 12 مليونً نزوح ولجوء، وتدمير قطاعي الصحة والتعليم والبنى التحتية والقطاعات الإنتاجية، والكارثة الإنسانية الأكبر في العالم اليوم، وما يتعرض له المدنيون من أهوال ومخاطر في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وكل ذلك مقابل القصور البين من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، محذرًا أنه إذا ما استمرت الأوضاع كما هي عليه الآن، سيفاجأ الجميع بأكبر أزمة لجوء لم يشهدها العالم من قبل، وعلى أوروبا الاستعداد من الآن لاستقبال الملايين الذين سيطرقون أبوابها عبر البحر الأبيض المتوسط.
وحذر حمدوك من أن انهيار الدولة وظواهر تعدد الجيوش وأمراء الحروب وتحشيد وتجنيد المدنيين وتنامي خطاب الكراهية والاصطفاف العرقي والجهوي تهدد بانزلاق السودان إلى ما هو أسوأ من الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام 1994، وأعرب عن تخوفه من أن يتمزق السودان إلى كيانات عديدة تصبح بؤرة جاذبة لجماعات التطرف والإرهاب.
واوضحت “تقدم” أن الأزمة السودانية كانت حاضرة بقوة في معظم جلسات المؤتمرين، وأبدى المشاركون اهتمامًا ملحوظًا وتوافق فيه الجميع على ضرورة التحرك العاجل لوقف الحرب في السودان.
والتقى حمدوك، على هامش هذه الاجتماعات، بقيادات الاتحاد الأوروبي وعلى رأسهم جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية وشارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي وكون دونز مدير عام إدارة الشراكات بالإضافة إلى المسؤولين في الإدارة المعنية بإفريقيا بمقر الاتحاد الأوروبي.