تقرير: رفقة عبدالله
حالات العنف والإغتصاب التي حدثت في شرق الجزيرة لم تحدث من قبل في مناطق أخرى، وعدد كبير من المغتصبات التزمن الصمت بسبب طبيعة المنطقة، ويعتبر الإفصاح بالإغتصاب (عيب) لذلك انتحرت كثير من الفتيات، هكذا قالت إحدى نساء قرى شرق الجزيرة لـ(للمحرر).
خوفا من العار
وقالت احدى الفتيات التي فضلت حجب اسمها لـ”للمحرر” عند خروجنا من القرية التقينا بثلاثة “(بنات) في وضع صحي حرج وعندها عرفت أنهن تعرضن لإغتصاب في منزلهن من قبل المليشيا، في نفس يوم تسليم كيكل، وطلب منهن الذهاب إلى المستشفى والتبليغ الا أنهن رفضن ذلك خوفاً من العار” وأضحت محدثتنا أن اعمار تلك الفتيات يتراوح من بين (22،26،25) وتضيف وضع البنات صعب سئ وكانت الدموع القهر تسيطرت عليهن مع صمت مستمر طيلة رحلة النزوح.
وأضافت” عقب تسلم كيكل استباحت مليشيا الدعم السريع قرى شرق الجزيرة، واستخدمت النساء كسلاح جديد للإنتقام من كيكل وحدثت حالات إغتصاب كثيرة تجاوزت المئات ولكن الخوف من الفضيحة هو سبب السكوت على حد وصفها.
وضع كارثى
مازال الوضع في قرى شرق الجزيرة كارثي وحالات الإغتصاب مستمرة، تم احتجاز عدد كبير من فتيات لدى الدعم السريع، يتم استخدامهن بطريقة وحشية، وأن حالات الإغتصاب وصلت لعدد كبير ولكن ليس هنالك جهات رسمية توثيق ذلك وأيضا ليست هناك مراكز صحية تعمل لكي يتم علاجهن هكذا قال ابو أحمد من مواطنى قرى شرق الجزيرة الذي وصل إلى مدينة شندي في بداية الأسبوع الماضي .
وأوضح في حديثه لـ(المحرر) أن الخروج من شرق الجزيرة مخاطرة لأن المليشيا مازالت تواصل انتهاكات جسيمة في حق المواطن والشخص الذي يحاول الخروج عليه دفع مبلغ مالي قدره (3) مليار جنيه.
وقال أنه تواصل مع أحد اقربائه عبرالاستار لينك وانه دفع مبلغ مليار ونص جنيه سوداني من أجل الخروج من شرق الجزيرة، وأضاف هذا المبلغ يسمى خروج تسلل يتم بالليل فقط يدفع لأحد ارتكازات المليشيا .
وأكد ابو أحمد لـ(لمحرر) استمرار ممارسة المليشيا لأعمال النهب والضرب ضد المواطن في ظل انقطاع الخدمات (كهرباء، مياه، صحة ،شبكات اتصال) وتابع “المتواجدون في قرى الجزيرة يعيشون معاناة حقيقية.
قتل واغتصاب…
فيما كشف رئيس تنسيقية لجنة قرى ومدن شرق الجزيرة وجدي محمد حسان عن أن حالات الإغتصاب وصلت إلى أكثر من 70 حالة بمنطقة الهلالية فقط دون المدن الأخرى، وأن مدينة الهلالية مازالت تشهد حالات إغتصاب نسبة لإحتجاز عدد كثير من الأهالي في الوقت الذي يعاني منه أهل الهلالية من فتك الأوبئة وحالات التسمم التي أودت بحياة المئات من المدنيين بينهم نساء وأطفال واستشهاد أسر كاملة بالمنطقة.
وأكد وجدي في حديثه لـ(المحرر) أن الإنتهاكات وصلت إلى تصفيات عرقية بين المدينين العزل .
وقال إن مليشيا الدعم السريع قامت باختطاف عدد من الفتيات من مدن رفاعة تمبول والهلالية وصفيطة والعزيبة ولازالت تحتجزهم بمنطقة الهلالية ومناطق أخرى نجهلها بالإضافة لإختطاف عدد كبير من الكوادر الطبية من الجنسين، واضاف ان اللجنة حصرت حالات المفقودين وسجلت أكثر من 500 حالة بينهم فتيات وأطفال.
لافتاً أن مليشيا الدعم السريع ارتكبت فظائع وانتهاكات جسيمة بمواطني شرق الجزيرة بعد تسليم أبو عاقلة كيكل ، خاصة قرى (صفيطة الغنوماب والبويضاء والعزيبة وود عشيب والسريحة ومدن الهلالية ورفاعة وتمبول وبانت والشرفة)، موضحاً أن المليشيا قامت بتخريب وتدمير محطات المياه والمراكز الصحية والمستشفيات بكل قرى ومدن محلية شرق ما عدا مستشفى الهلالية الذي تستخدمه المليشيات لعلاج جرحاها .
صمت وخوف
وقالت ورئيسة مكافحة العنف ضد المرأة في السودان، سليمى إسحاق أن عدد حالات الإغتصاب في شرق الجزيرة المسجلة 33 حالة فقط ، واعتبرته عدد بسيط مقارنة بالعدد الحقيقي لحالات الإغتصاب، موضحة أن 33 حالة تم تسجيلها بعد اصابتهم بالأمراض النفسية أو حدوث حمل .
وتوقعت سليمي في حديثها لـ(المحرر) أن عدد الحالات قد يكون وصل إلى مئات باعتبار أن شرق الجزيرة من أكبر المناطق التي حدثت فيها إغتصابات وانتهاكات من قبل مليشيا الدعم السريع. وأكدت أن عدد الحالات التي تعرض فيها المغتصبات على الطبيب ضئيل بسبب الخوف من الفضيحة وقلة المراكز الصحية، مما يثير مخاوف عدة بخصوص ما قد تتعرض له الفتاة مستقبلا من مخاطر صحية وضغوط نفسية واجتماعية.
حالات انتحار
من جانبها قالت المديرة الإقليمية لشبكة نساء القرن الإفريقي ” صيحة “هالة الكارب أن أعداد حالات الاغتصاب من قبل الدعم السريع كبيرة جدا، وأوضحت ان العنف الجنسي في شرق الجزيرة حدث مع دخول الدعم السريع من(بيت ل بيت) _على حد تعبيرها_ وتم اغتصاب النساء وحدثت عشرات حالات الإنتحار.
ومن خلال شهادات للسيدات من قرى شرق الجزيرة تحدثن لـ(المحرر) فإن مليشيا الدعم السريع، مازالت تمارس الإنتهاكات ضد النساء وتحجز عدد كبير منهن، مع إجبارهن القيام بإعداد وجبات وغيرها من الأعمال الشاقة .