تقرير: أميرة الجعلي
من المقرر ان يزور مجلس السلم والأمن الافريقي السودان يوم غد “الخميس” وتعد هذه الزيارة الأولى للمجلس منذ تجميد عضوية السودان في الاتحاد الافريقي منذ إجراءات 25 أكتوبر 2022.
وتأتي زيارة المجلس في إطار الحراك الدولي والإقليمي لحل الأزمة في السودان والسعي لإيقاف الحرب الدائرة التي امتدت لأكثر من عام ونصف، في ظل غياب دور الاتحاد الافريقي في الأزمة، وفشل كافة المبادرات المطروحة في جمع الفرقاء السودانيين على طاولة واحدة منذ اندلاع الحرب.
أسئلة مطروحة
رغم الاهتمام الداخلي والخارجي بهذه الزيارة خاصة بعد تولي مصر رئاسة المجلس لشهر أكتوبر الجاري يظل السؤال المطروح هل ستسهم رئاسة مصر في إعادة الاهتمام الافريقي بالأزمة السودانية مع تشدد مواقف بعض الدول الأعضاء التي ظلت تساند الدعم السريع في حربها على الجيش السوداني والمساواة بين الجيش والدعم السريع في الحرب الدائرة، بجانب تأثير بعض الدوائر الغربية على تلك الدول في مواقفها تجاه الحكومة السودانية؟ وهل سيسعى المجلس لرفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الافريقي ام ستفشل مساعي مصر في ذلك مثلما فشلت بعض الدول التي تولت رئاسة المجلس طيلة الفترة الماضية؟.
انحسار وضعف دور الاتحاد
للإجابة على هذه الاسئلة استنطقت (المحرر) سفير مخضرم ذو صلة بالاتحاد الافريقي قائلا: “ان اهمية توقيت الزيارة تأتي في إطار إنحسار وضعف دور الاتحاد الافريقي في ما يجري في السودان، و حصر دوره في العملية السياسية التي فشل فيها حتى الان، وأضاف ان دور الاتحاد أصبح (هامشيا)، وزاد ان ذلك ملاحظ من خلال دوره (الشكلي) سواء في مسار جدة، او في جنيف. وأوضح محدثي ان الأمر يعود لمسارعة الاتحاد الافريقي في تجميد عضوية السودان دون دراسة ولم يحدث بصورة متأنية على نحو ما فعل الاتحاد مع حالات مماثلة في المنطقة، مما ادى الى غياب التواصل مع الحكومة السودانية، وأثر ذلك على دور الاتحاد الافريقي في ايقاف الحرب الأوضاع في السودان.
مقاربة خاطئة
وقال السفير في حديثه لـ(المحرر) ان الاتحاد الافريقي تبنى مقاربة خاطئة عند بداية الحرب وتسرعه في مقاربة تقوم على التدخل العسكري من جهة، والمساواة بين الجيش والدعم السريع وذلك عبر المساواة بين الرئيس البرهان وحميدتي.
اختطاف الملف
وأكد محدثي ان أهمية توقيت زيارة المجلس تأتي في ظل غياب اي دور فاعل للاتحاد الافريقي، وإختطاف الملف من قبل جهات غير افريقية، وأوضح في ظل صمود الجيش السوداني وتحقيقه لتقدم واضح في الأيام القليلة الماضية.
مطلوبات لرفع التجميد
وحول رئاسة مصر للمجلس وإمكانية رفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الافريقي قال السفير إن رئاسة مصر للمجلس خلال شهر أكتوبر من هذا العام ستدفع بإتجاه التواصل مع الحكومة السودانية، وأوضح ان رفع تجميد العضوية مرتبط تماما بتنفيذ مطلوبات قرار التجميد متمثلة في تشكيل حكومة إنتقالية بقيادة مدنية وبعدها يتم اجراء انتخابات.
وقال محدثي ان الحل المطلوب في الوقت الحالي الضغط على الدعم السريع ومن يقفون خلفه بعدم إعلان تشكيل حكومة من قبله، في حالة تشكيل حكومة بواسطة مجلس السيادة.
وتوقع ان يتبنى الاتحاد الافريقي إلتزام مجلس السلم والامن بإستمرار التواصل مع الحكومة السودانية و ذلك دون رفع التجميد..
او الاتفاق على خارطة طريق من التواصل، تؤدي في النهاية الى رفع التجميد.
مستوى الوفد
من جانب آخر صرح مصدر دبلوماسي موثوق في اديس ابابا ان زيارة وفد مجلس السلم والامن الافريقي الى بورتسودان ستكون على مستوى المندوبين الدائمين، فيما كانت تفضل الحكومة السودانية ان تكون الزيارة على مستوى وزراء الخارجية، وبحسب المصدر فان احد اجندة الزيارة رفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الافريقي.
قرار المجلس
ربما تأتي الزيارة في أطار اهتمام المجلس بتطورات الحرب في السودان، خاصة وان المجلس قد أصدر عدة قرارات بما في ذلك عمل اللجنة رفيعة المستوى برئاسة محمد بن شمباس التي قامت بزيارة السودان في مارس الماضي وترعى الحوار السياسي بين جميع الأطراف السودانية، والتي بدورها عقدت اجتماعين من قبل في أديس أبابا أحدهما مع الأحزاب السياسية والكتلة الديمقراطية، وآخر مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، دون ظهور أي نتائج ملموسة.
الدور المصري
وبحسب متابعات (المحرر) تعمل مصر على تعزيز جهود الاتحاد الأفريقي للتعامل مع الوضع في السودان، وذلك من خلال رئاستها لـ«مجلس السلم والأمن الأفريقي» ، حيث تتطلع إلى دفع الحلول السلمية للأزمة السودانية.
وكان قد صرح السفير محمد جاد، مندوب مصر الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، بأن المجلس سيتجه إلى زيارة بورتسودان، وهي أول زيارة منذ بدء الحرب في السودان في 15 أبريل 2023.
وتهدف هذه الزيارة إلى تعزيز التضامن مع الشعب السوداني ودعم مؤسسات الدولة السودانية.
وقال مندوب مصر تأتي هذه الخطوة في إطار دور مصر في توجيه المجلس والاتحاد الأفريقي نحو الاطلاع عن كثب على الوضع في السودان وتحفيز المجلس لتحمل مسؤولياته في دعم عملية السلام.
وأضاف ان رئاسة مصر للمجلس تأتي في ظل تحديات إقليمية ودولية متعددة على مستوى القارة الأفريقية، حيث من المنتظر أن تعزز مصر دور المجلس في صون السلم والأمن الأفريقي.
GIPHY App Key not set. Please check settings