تقرير: المحرر
أحدث بيان الرئيس الامريكي جو بايدن حراكا سياسيا ودبلوماسيا واسعا بشأن حرب السودان، وتعددت ردود الفعل من قل رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان، وكذلك قائد الدعم السريع «حميدتي».
وتساءل مراقبون لماذا أختار الرئيس بايدن هذا التوقيت لإصدار بيان رسمي ركز على الجهود الأمريكية في الدعم الإنساني هذا فضلا عن استعراض جهود الوساطة لوقف اطلاق النار والالتزام بتحقيق السلام للشعب السوداني إزاء الانتهاكات والجرائم التي أرتكبها الدعم السريع والقصف الذي راح ضحيته المدنيون من قبل الجيش حسب تعبير البيان الأمريكي.
قلق امريكي
وفي رده على بيان الرئيس الأمريكي قال البرهان أنه يرحب بالجهود الأمريكية ويتفق مع القلق الأمريكي بشأن الأوضاع ملتزما بالتعاون الإيجابي مع مبادرات السلام بما يحقق السلام المستدام ويحقق تطلعات الشعب السوداني، كما اكد استعداده لمواصلة الحوار مع كبار المسئولين الأمريكيين خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة بنيويورك.
بن زايد على الخط
في المقابل نقلت رويترز عن حميدتي ترحيبه بالبيان الأمريكي واستعداده للانخراط في تحقيق السلام في السودان.في ذات السياق نقلت الأخبار أن رئيس دولة الأمارات محمد بن زايد سيزور واشنطن ويلتقي الرئيس بايدن وستناقش القمة عدد من القضايا تتضمن الحرب في غزة والسودان.
الدبلوماسية الامريكية
وبحسب مراقبون أن توقيت صدور بيان الرئيس بايدن كان مقصودا ومختارا بعناية وذلك في أطار تنشيط دور الوساطة الأمريكية بعد فشل مفاوضات جنيف بعد أصرار المبعوث الخاص بيريلو على أشراك الإمارات، كما يحمل البيان مؤشرات على استخدام أدوات الدبلوماسية الأمريكية لتقريب وجهات النظر بين السودان والإمارات وستكشف نتائج زيارة بن زايد الى واشنطن فحوى الجهود الأمريكية في هذا الصدد، خاصة وأن السودان ظل يتهم أمريكا نفسها بالضلوع في تسهيل وصول الأسلحة الأمريكية الى المتمردين عبر الإمارات. وهذا ما عبر عنه بوضوح وزير المالية جبريل أبراهيم في مقابلة مع قناة الجزيرة الأسبوع الماضي.
ولكن هل ستسعى واشنطن لترتيب قمة ثنائية بين البرهان ومحمد بن زايد عقب المحادثة بينهما بوساطة رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد؟
ترفيع المستوى:
يرى محللون تحدثوا لـ)المحرر) ان بيان الرئيس الأمريكي يعتبر نقطة تحول في الموقف الأمريكي الذي ظل حكرا على تصريحات ومحادثات بلينكن والمبعوث الخاص توم بيريلو. مما يشير الى ترفيع مستوى الاهتمام بالحرب في السودان الى مستوى البيت الأبيض. كما يبرز بعد آخر وهو حرص الإدارة الديمقراطية على أنهاء حرب السودان قبل موعد الانتخابات الأمريكية مما يعزز من فرص المرشحة كمالا هاريس في تحقيق أنجاز تجاه القضايا الأفريقية حيث ظلت حرب السودان حربا منسية.
اجبار الامارات ربما
هل ينتهز الجنرال البرهان هذا الاهتمام الأمريكي على مستوى الرئيس بايدن لتقديم رؤية سياسية للحل إذ تسعى واشنطن الى انتزاع تنازلات من الطرفين؟
لكن بيان البرهان ردا على الرئيس بايدن أتسم بالوضوح في تحميل الأطراف المعنية مسؤولية اشعال الحرب واستعداده للانخراط في جهود السلام بما يحقق تطلعات الشعب السوداني في الاستقرار والسلام.
سيعتمد نجاح الجهود الأمريكية على قدرة واشنطن على أجبار الأمارات على وقف تقديم الدعم العسكري والمالي والإعلامي لمليشيا الدعم السريع والالتزام بتمويل مشروعات إعادة الإعمار وما دمرته الحرب والأهم هو تراجع أبو ظبي عن خطتها لإعادة الدعم السريع للحياة السياسة والعسكرية والإقتصادية في السودان.
تقول سرا
وبحسب مصادر متطابقة تحدثت لـ(المحرر) ان واشنطن تقول سرا أنها لا ترغب في عودة الدعم السريع وآل دقلو للحياة السياسية والعسكرية في السودان، وأن وجود المليشيا يتعارض مع أهداف التحول الديمقراطي في السودان، ولكن هل تستطيع واشنطون حمل أبوظبي على التراجع والتنازل عن خطة إعادة تمكين الدعم السريع تحت قيادة آل دقلو في السودان حتى تكون أحد أدوات انفاذ سياسة الأمارات الخارجية في السودان والمنطقة
إصرار البرهان
في المقابل أكد الجنرال البرهان في كثير من تصريحاته انه يصر على مواصلة الحرب حتى آخر جندي وأنه لن يوافق على أي صيغة لوقف أطلاق النار تعمل على أعادة الشرعية للدعم السريع، وأبلغ عدد من الرؤساء الذين التقاهم في الصين بهذا الموقف.
هل تنجح واشنطن
ويظل السؤال هل تنجح واشنطن في التوصل لاتفاق وقف أطلاق نار في السودان قبل الانتخابات الرئاسية في ظل هذه التناقضات واختلاف الأهداف بين الأطراف الداخلية والإقليمية؟
لكن يتفق كثير من المحللين أن وقف الحرب يبدأ بقدرة واشنطن على أقناع الإمارات بوقف الدعم العسكري والمالي لتمويل الدعم السريع
وربما اجتماعات البرهان في نيويورك مع أطراف المجتمع الدولي ستكون هي البداية لمشوار طويل من المفاوضات والضغوط الدبلوماسية لوقف الحرب في السودان.
GIPHY App Key not set. Please check settings