تقرير: رفقة عبدالله
لاتزال إنتهاكات مليشيا الدعم السريع في حق المواطن مستمرة بسبب تخريب محطة (مينا) بمحلية سنجة ولاية سنار من قبل مليشيا الدعم السريع، تعاني منطقة حوض الرهد ومشروع الرهد الزراعي من أزمة مياه حاد تضرب مدينة الفاو والقرى المجاورة وذلك بسبب تعطل طلمبات محطة (مينا الشريف) التي تمد المنطقة بالمياه عبر ترعة محطة (مينا) من النيل الأزرق .
تعطيل بقصد التهجير
وبعد سيطرة مليشيات الدعم السريع على محلية سنجة قامت بتخريب المحطة (مينا الشريف) التي تمد الفاو بمياه الشرب، مما أدى ذلك إلى أزمة مياه حادة في الفاو، شهور عديدة والمواطن يعاني من (العطش)، ولكن بعد تحرير مدينة سنجة منذ شهرين لم يتم صيانة الطلمبات بمحطة (مينا)، مما أثار غضب المواطنين واعتبره البعض تقصير واضح من الجهات المختصة.
وبحسب إفادات بعض المواطنين لـ(المحرر) فإن مليشيا الدعم السريع قامت بتعطيل الطلمبات بقصد تهجير المواطنين، وقامت المليشيا بتخريب المحطة عمداً، مما أدى إلى أزمة عطش حادة في مدينة الفاو والقرى المجاورة وأكثر من 100 قرية مهددة بالنزوح في حالة لم يتم صيانة الطلمبات بمحطة (مينا).
أزمة حادة
ويقول المواطن محمد الهادي لـ(المحرر) أن المشكلة مازالت قائمة وأغلب قرى الفاو تعاني من أزمة حادة في مياه الشرب من القرية واحد إلى قرى الرهد.
وبحسب حديث الهادي فإن المواطن يشرب من مياه غير صالحة عبارة عن مياه طين، وأضاف “ومافي موية عشان يشتروها من الأصل”، وأضاف أن المشكلة تكمن في الطلمبات في تخريب المحطة من قبل مليشيا الدعم السريع ، وبعد التحرير سنجة لم تجد رعاية من الجهات المختصة مما تسبب في أزمة حادة في الفاو والقرى المجاورة لها، وتابع “أغلب القرى كانت تشرب من الترعة أثناء فترة الخريف و الآن أصبحت الترعة جافة وليس هنالك خيارات كثيرة لجلب المياه”.
جافة تماما
و من جانبه يقول مسؤول شؤون الخدمات ورئيس لجنة الحي صالح عبدالله عبد الرحمن من الفاو القرية 6 لـ(المحرر)أن مصدر المياه الرئيس بمحلية الفاو وأم القرى بالجزيرة (ترعة مياه الرهد) وأصبحت الآن جافة تماما من المياه في حالة لم تتم المعالجة فهذا يعني هلاك الإنسان والحيوان والخطر كارثي إنتشار الأمراض المرتبطة بنقص وتلوث المياه مثل الكوليرا المتواجدة في 56 قرية و 14 حي في مدينة الفاو.
وأضاف عبد الرحمن أن مركز العزل في مستشفى الفاو مكتظ بالحالات، لافتاً الى أن المجهودات الكبيرة التي تقوم بها المحلية وحدها لا تكفي فالأمر أكبر من المكون المحلي الوضع يحتاج لزيادة الدعم الولائي.
فيما أوضح مسؤول صيانة الطلمبات خالد دهب أن مليشيا الدعم السريع منذ أن دخلت المنطقة قامت بتعطيل الطلمبات وتصفية زيوت التشغيل واتلفت محولات الكهرباء والكيبلات مما شل المحطة من جوانب الكهرباء وزيوت تشغيل.
وأشار الى زيارة لجنة أمن محلية الفاو وإدارات الري وهيئة الرهد الزراعية إلى الطلمبات بمنطقة (مينا الشريف) والوقوف على حجم الأضرار التي لحقت بالطلمبات والمحولات.
أوضح خالد دهب في تصريحات “صحفية” أن الأضرار التي لحقت بالطلمبات تشمل المحولات وتصفية الزيوت، لافتا الى أن صيانتها تحتاج إلى اسبيرات وزيوت.
من جانبه قال المدير التنفيذي بمحلية الفاو عثمان عبدالله و مدراء هيئة عمليات الري وهيئة الرهد الزراعية وإدارة كهرباء الفاو قاموا بتوفير الإسبيرات للمحولات من كهرباء الفاو و القضارف، موكداً أنه تم شحن المعدات الكهربائية إلى (مينا الشريف) بالفعل وبدأت الصيانة ولكنها لم تكتمل حتى الآن.
انتشار الأوبئة
كشف مصدر طبي بمدينة الفاو لـ(المحرر) عن إصابة أكثر من (300) بالكوليرا من قرى الفاو، مشيراً إلى أن الأعداد في ازدياد، فيما وصل عدد المتوفين إلى من 15 شخص.
وقال المصدر أن هناك نقص حاد في (الدربات) وبعض المحاليل الوريدية، مؤكداً أن الوضع حاليا كارثي، داعيا وزارة الصحة الى التدخل فورا لإنقاذ حياة المواطنين من المياه الملوثة.
وأوضح المصدر أن مياه الشرب في قرى الفاو أصبحت ملوثة، وغير صالحة للشرب، قائلا إنها “مياه تأتي من بحيرة و أحواض تنقية لذلك تسببت في ظهور الكوليرا بكميات كبيرة جدا” على حد قوله.
وأشار الى أن مدينة الفاو و القرى المجاورة لها مكتظة بالنازحين، لذلك أزمة المياه تأزم الوضع الصحي أكثر وتساعد في إنتشار الأوبئة والحميات .
مناشدة عاجلة…
وناشد المواطنين منطقة الفاو مجلس السيادة وحكومة ولاية سنار ووزارة الزراعة والري بالتدخل فوراً لمعالجة المحطة نسبة لإرتباطها بحياة أهالي الرهد ومن أجل الزرعة قبل أن تضطر القرى للهجرة إلى مناطق تتوفر فيها مياه الشرب.